النـص : بغداد/ وكالة 24 نيوز
لا يخفى على الجميع صعوبة وحساسية العمل الرقابي بكافة مراحله من التفتيش والتحري والتدقيق وانتهاءً بالتحقيق بل وحتى النصح فيه ذات الحسابات والاحراجات وحتى العاملين بهذا النمط من الوظيفة يجدون صعوبة في تعرضهم لهذه الاجراءات ناهيك عن الشواهد التاريخية والقصص القرأنية التي تبين ما تعرض له الانبياء والرسل والصالحين من اذى وتنمر وحملات تشويه وتسقيط واكاذيب وافتراءات ممن ارادوا اهدائهم للطريق الصحيح وضمان حسن العاقبة والحفاظ على المنظومة الانسانية ومازالوا يتعرضون لذات الظلم والبهتان وخير مثال ما كتب الله عز وجل وانبيائه ورسوله والصالحين وازواجهم واولادهم دون التطرق والمساس بالمجرمين والطواغيت والكاذبين فلو بحثنا في دور النشر والمكتبات في شتى ارجاء المعمورة لن تجد مؤلفات كثير وكبيرة تخص مسيلمة الكذاب او ابو لهب او الفراعين والطغاه وكذلك نحن الان ما زلنا نتذكر بسوء زملائنا الطلبة في الابتدائية او المتوسطة الذين كان يقع عليهم الاختيار كمراقب صف وكذلك لا نرغب بوجود دوريات امنية او مرورية تحاسب وتفتيش على متطلبات السلامة وسلامة الاوراق الثبوتية ونمقت جهاز البصمة الخاص بالحضور والانصراف في اماكن العمل
وفي مجال العمل الرقابي الذي يفقدك الاصدقاء والعلاقات الاجتماعية نرى ان الذين تقع عليهم الاجراءات التدقيقية او التحقيقية يلجأون الى شتى الطرق الغير شرعية والغير قانونية والغير اخلاقية في محاولة النيل من ادوات تلك اللجان وخصوصاً اذا فشلوا فيما يلي
1- اذا لم يتمكنوا بصورة مباشرة او غير مباشرة او عن طريق السياسة والاعلام الابتزازي او المغريات من التأثير على الجهة صاحبة الصلاحية بتشكيل اللجان (رئيس وزراء -وزير - رئيس هيأة- مدير عام - الخ )
2- عدم تمكنهم من رشوة او استمالة رئيس اللجنة المعنية (مالياً - طائفياً- قومياً- عشائرياً- النساء -الاعلام الابتزازي )
3- عدم تمكنهم من اعضاء اللجنة بذات المنطلقات في 2
وعند اذ تبدء حملات التخوين والتشويه بل وحتى الفبركات والمونتاج والدعايات للتشكيك وهذه خدع تنطلي على حديثي العهد بالوظيفة او قليلي الخبرات الاجتماعية والعلمية والتجارب بصورة عامة
فالفاسد والمنحرف ومن تشمله اعمال اللجان اذا كان واثقاً من موقفه لا يتخذ مما تقدم وسيلة للتهرب من الاجراءات واما الذي يعلم بتقصيره فسنجده يعمد الى تلك الوسائل اذا عجز في سعيه المذكور في النقاط الثلاثة اعلاه لان المقصر والمخالف يبحث عن ما يلي في شخصية وحيثية صاحب القرار في تشكيل اللجان او اعضاء اللجان
1- قلة الخبرة وضعف الشخصية وعدم المهنية فهذا يساعده في تمرير وتبرير اسباب تقصيره وانحرافه
2- فساد صاحب القرار واعضاء اللجنة منفرداً او مجتمعاً لان ذلك يضمن له مشاركتهم له بالغنيمة التي حصل عليها من الفساد
وبالتالي فأن رايت ان من يشملهم التدقيق او التحقيق تتعالى اصواتهم بالعويل والانتقادات والاتهامات واللجوء الى الفبركات والمونتاج فهذا دليل على وصولهم الى قناعة بعدم امكانية تحقيق مرادهم ولو كان ما يدعون حقيقي فلماذا لا يلجأون الى القضاء او الامن الوطني والتنسيق معهم بمجاراة محاولات ابتزازهم وضبط المعني بالجرم المشهود
وهنا تكمن اهمية خبرة ووعي المتلقي وقوة شخصيته وحكمته منطلقاً من قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )
وكذلك حديث رسولنا الكريم محمد ص ( تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشد له كراهية وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه )
وكذلك قول امير المؤمنين علي عليه السلام
اذا جاءكم الخبر فأعقلوه عقل دراية لا عقل رواية
وقول الامام الصادق عليه السلام نحن اصحاب الدليل نميل حيث يميل
لان الفاسد والمنحرف لا يهمه الشرع والاخلاق والمنطلقات الاسلامية والاخلاقية والتي منها
(اننا بعثت فيكم لاتمم مكارم الاخلاق-ان الدين المعاملة - ان هدم الكعبة اهون عند الله من انتهاك حرمة مؤمن) فالمتشرع والورع ليس من يلبس السواد ويطيل لحيته في المناسبات الدينية الحزينة وليس من يقوم بالنوافل والمستحبات وانما من يكون زيناً وليس شيناً لمن يعتقد بهم ولا ينسى قوله تعالى
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ) صدق الله العلي العظيم
|