
![]() |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : تزايدت الضغوط الدولية الداعية إلى وقف الحرب التي شنّت على اليمن، ويتساءل كثيرون، هل المطالبات الدولية بوقف الحرب تأخذ سبيلها إلى التنفيذ هذه المرة، أم أنّ هذه المطالبات، ولا سيما من قبل الحكومات الغربية تندرج في إطار حملة علاقات عامة هدفها التنصل من المسؤوليات الأخلاقية والسياسية في ضوء المجازر التي تقع في هذا البلد الذي تحوّل من «اليمن السعيد» إلى «اليمن التعيس». سبب آخر يدفع إلى العمل على وقف الحرب، وهو الكلفة المالية الباهظة لها، حيث استنزفت قدرات الدول التي تموّل هذه الحرب، وباتت ميزانيات هذه الدول، ولا سيما ميزانية المملكة العربية السعودية، تعاني من خلل كبير، أضف إلى ذلك أنّ أولويات الإنفاق على الحرب على اليمن باتت تؤثر سلباً على قدرة تمويل نشاطات أخرى في ساحات ربما تشكل أولوية لا تقلّ أهمية عن أولوية اليمن بالنسبة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. الأسباب الميداينة والمالية انعكست في أسباب سياسية، أيّ أنّ الحرب على اليمن باتت كلفتها أعلى بكثير من النتائج المرجوّة منها، بل إنها باتت تحمل مخاطر قد تهدّد بزوال المكاسب التي تحققت، هذا إذا كانت هناك مكاسب، بل إنها أصبحت مبرّراً لتحركات من قطاعات مختلفة من الرأي العام العالمي تدين هذه الحرب وتدين دعم الحكومات الغربية لها. لهذه الأسباب الميدانية والمالية والسياسية، فإنه من غير المستبعد أن يتمّ وقف الحرب بعد جلاء معركة الحديدة، ولكن وقف الحرب لا يعني التوصل إلى تسوية وسلام دائم واستقرار، بل وقف الحرب بهدف الوصول إلى وضع يشبه الوضع القائم الآن في أوكرانيا، أيّ لا سلام ولا حرب، لأنّ شروط تحقيق السلام عبر تسوية تلبّي مصالح أطراف الحرب ما زالت بعيدة المنال. |
المشـاهدات 1525 تاريخ الإضافـة 15/11/2018 رقم المحتوى 37884 |